الجزء الرابع من التعليق على كتاب الإيضاح والتبيين على أن فاعل الشرك جهلا ليس من المسلمين لأبي الزبير الشنقيطي

زائر

قال أبو يحيى : هذا من أروع أجزاء التعليق أسأ الله العظيم أن ينفع به

ظهر لنا في الكلام السابق أن غاية ما في الاستدلال بقصة
عيسى عليه السلام مع الحورايين أنه يسقط الاستدلال به كدليل من أدلة العذر بالجهل
لكن ظهر لنا أيضا تخبط في محاولة جعل الحواريين لم يعذروا بجهلهم تعسفا وتكلفا
وهذا غير مراد في النصوص الشرعية لدرجة أن الكاتب أكرمه الله دافع عن الحواريين
وأورد آثار عائشة وابن مسعود وابن عباس وغيرهم من أن الحوارين أعلم بالله من أن
يقولوا ذلك وأول المعنى أن معنى يستطيع أي (يطيع) ولو توقف عند ذلك لكان كلامه
جميلا جائزا في اللغة العربية ثم راح بعدها وذكره وجها رابعا هو من أغرب الوجوه
ويناقض هذا الكلام بتاتا ذكر عن البعض أنهم كفروا ثم استتابهم وقال من أنصاري إلى
الله قال الحواريون نحن أنصار الله

فأين يا فضيلة الشيخ علم الحواريين على هذا القول أين
علمهم بالله وفضيلتهم وسبقهم وإخلاصهم كفرتهم من أجل الهروب من القول بالعذر
بالجهل!!!!! حقا هذان القولان السابقان وهما الوجه الأول والرابع من كلامه
متناقضان تمام التناقض حتى ولو قال بأحدهما علماء أجلاء نشرع الآن في بيان بعض
كلامه في أماكن أخرى.

في صـ16ــ يقول الأخ مستدلا بقول الله تعالى في سورة
الأعراف بآيات أخذ الميثاق وهو وإن كان قال بعدها أن هذه الآية ليست عمدة أدلته
إلا أنها من أدلته : فعجبا حقا ممن يستدل بالميثاق الأول على الإيمان والكفر
والعلماء قد ذكروا أن المواثيق ثلاثة وأن ميثاق الذر هذا لا عبرة له في العذر
والجزاء والعقاب لإن كل الناس لا يذكرونه أصلا فهل تذكر الوقت الذي أخذ الله عليك
هذا الميثاق فبالطبع لا وإلا فسيدخل الناس النار أعني كل من لم يؤمن من غير حتى أن
يأتيه رسول نذير اكتفاءا بالميثاق الأول ولم يقل به أحد من أهل العلم بل قالوا أن
الحجة الرسالية هي التي عليها مناط الإيمان والكفر فمن أتاه نذير فبلغه الدين ولم
يدخل فيه فمات من يومه دخل النار أما الآيه (أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ
آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا
فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ)
ليس المعنى أن كل من اتبع دين آبائه ولم يؤمن بالله ومات على ذلك يدخل النار حتى
لو لم يأتيه نذير بل هذا يموت كافرا أو مشركا وهو من أهل الاختبار عند الله تعالى
يوم القيامة كما في حديث الأسود بن سريع في ذكر الأربعة الذين يحتجون عند الله
تعالى يوم القيامة

والحديث بنصه كالتالي :

أربعةٌ يحتجون يومَ القيامةِ رجلٌ أصمُّ لا يسمعُ شيئًا ورجلٌ
أحمقُ ورجلٌ هَرِمٌ ورجلٌ مات فى فترةٍ فأما الأصمُّ فيقولُ ربِّ لقد جاء الإسلامُ
وما أسمعُ شيئًا وأما الأحمقُ فيقولُ ربِّ جاء الإسلامُ ولم أعقلْ شيئًا والصبيانُ
يحذفوننى بالبَعْرِ وأما الهَرِمُ فيقولُ ربِّ لقد جاء الإسلامُ وما أعقلُ شيئًا وأما
الذى مات فى الفترةِ فيقولُ ربِّ ما أتانى لك رسولٌ فيأخذُ مواثيقَهم ليطيعونه فيرسلُ
إليهم أن ادخلوا النارَ فمن دخلها كانت عليه بردًا وسلامًا ومن لم يدخلْها سُحِبَ إليها
(أحمد ، وابن حبان ، وأبو نعيم فى المعرفة ، والبيهقى فى الاعتقاد ، والضياء عن الأسود
بن سريع وأبى هريرة . الطبرانى عن الأسود وحده)

حديث الأسود بن سريع وأبى هريرة : أخرجه أحمد (4/24 ، رقم
16344) ، وابن حبان (16/356 ،

قال الألباني رحمه الله : صحيح بطرقه

الشاهد من الكلام أن ميثاق الذر هذا من الله تعالى رحمة
ولطف بنا حتى نرى مراعاة الله تعالى لنا حتى قبل أن نخلق وتحذيره من الشرك
وتخويفنا إياه حتى ونحن في العالم المختلف وهذا اعتناء عظيم بأمور التوحيد والنهي
عن الشرك من الله العظيم أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين

أما هذا الميثاق بالنسبة للمكلفين فغير معتد به ولا
يؤاخذون به فقط إلا إذا انضم إليه الحجة الرسالية كما أن ميثاق الفطرة لا يكتفى به
فكل مولود يولد على الفطرة فلو أن إنسانا نشأ ببادية بعيدة ولم تبلغه النذارة ومات
على ذلك لا يدخل النار بل هو من أهل الاختبار مع أنه ولد مسلما على الفطرة كما في
حديث صحيح مسلم فالمواثيق التي ذكرها العلماء ثلاثة كما سبق في كلامي

1 – ميثاق الذر
2- ميثاق الفطرة 3- ميثاق الحجة
الرسالة

فالاستدلال بآيات سورة الأعراف على عدم العذر بالجهل ليس
في محله والعلم عند الله تعالى

أما قول الأخ أبي الزبير حفظه الله في الرد على عبد الله
القرني في مسألة القصد فهو كلام صحيح بلا شك وقد استفدت منه كثيرا حقا وجزاه الله
عنا خيرا

فليس بمعتبر في الأحكام أن أذهب لفاعل الكفر وأسأله على
قصده ولم قد فعل الفعل فهذا كلام أهل الإرجاء فقط وإلا لم يكفر أحد من الناس بذنب
أبدا وهؤلاء بعض الذين دخلت إليهم مفاهيم المرجئة وعلى النقيض القوم الآخرون الذين
لا يرون دخول أحد من المشركين الإسلام إلا بتعلم حدود الإسلام كاملة كما قال صاحب
كتاب حد الإسلام

وكذا جماعة التوقف والتبين الذين ويكأنهم يشترطون للدخول
في الإسلام أن يتعلم الإنسان الدين كله قبل دخوله!!!!!!!!

وهذا الذي يشترط تعلم الدين كله قبل الدخول في الإسلام
سيحكم بكفره على مذهب نفسه إذ أنه جاهل بكثير من الدين الذي زعم أنه شرط للدخول في
دين الله الإسلام

ويشترطون أن يختبر فيه اختبارا ويمتحن عن الولاية
والحاكمية والربوبية والأسماء والصفات جميعها !!!!

وهذا شطط وغلو من صحابه

نرجع لمسألة القصد فإن الأخ أجاد فيها أكرمه الله

» الجزء الأول من التعليق على كتاب الإيضاح والتبيين على أن فاعل الشرك جهلا ليس من المسلمين لأبي الزبير الشنقيطي
» الجزء الثاني من التعليق على كتاب الإيضاح والتبيين على أن فاعل الشرك جهلا ليس من المسلمين لأبي الزبير الشنقيطي
» الجزء الثالث من التعليق على كتاب الإيضاح والتبيين على أن فاعل الشرك جهلا ليس من المسلمين لأبي الزبير الشنقيطي
» الجزء الخامس من التعليق على كتاب الإيضاح والتبيين على أن فاعل الشرك جهلا ليس من المسلمين لأبي الزبير الشنقيطي
» التلفزيون الإيراني يسيء للصحابي عبد الله بن الزبير