رائعة أبى محمد المقدسى مختصر سيرة الرسول

مختصر
سـيرة النبي
صلى الله عليه وسلم
متن مختصر للصغار
تُحفظ منه السيرة ويُتعلم منه الخط
اختصره أبومحمد المقدسي
مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد .. فهذه نبذة مختصرة من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
ذكرت فيها أهم أحداث السيرة ، وبعض الشمائل النبوية
يشرحها المعلم للطلاب أولا بأول
وقد كتبت بخط حسن ليحفظها وينسخها الطالب كاملة فيحسّن بها خطه وتبقى معه كالأصل والمتن للسيرة النبوية العطرة ..
نسال الله تعالى أن يوفقنا والمسلمين للعمل بهدي نبينا
صلى الله عليه وسلم...
اسمه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشى
كنيته أبو القاسم ولقبه في الجاهلية الصادق الأمين وكذلك هو وصفه في التوراة والإنجيل
ولد في عام الفيل يوم الاثنين 12 ربيع الأول وتوفي أبوه وهو حمل
وأرضعته حليمة السعدية وأقام عندها في بني سعد أربع سنين
توفيت أمه آمنة بنت وهب وله ست سنين وتوفي جده عبد المطلب وعمره ثمان سنين
وخرج إلى الشام مع عمه أبي طالب وهو ابن ثنتي عشرة سنة
وشهد بنبوته الراهب بحيرى لما رأى غمامة تظلله
وخرج إليها مرة أخرى في تجارة لخديجة بنت خويلد وهو ابن خمس وعشرين سنة
وتزوجها بعد ذلك بشهرين وكان عمرها أربعين سنة
رضيت قريش بحكمه في وضع الحجر الأسود يوم بنت الكعبة وهو ابن خمس وثلاثين سنة
وبعث إلى الثقلين الإنس والجن وهو ابن أربعين سنة فنبّيء بإقرأ وأرسل بيا أيها المدثر
ولما نزل عليه جبريل أول مرة ذهبت به خديجة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل
فقال له ورقة : يا ليتني فيها جذعاً إذ يخرجك قومك ؛ لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي
وصدع بالتوحيد والبراءة من الشرك والتنديد في السنة الرابعة من البعثة فعاداه قومه وآذوه
وعذبوا من أسلم معه لأجل توحيدهم وذلك قبل فرض الصلاة والزكاة وغيرها
آمن به الصحابة فمنهم العربي ومنهم الفارسي ومنهم الرومي ومنهم الحبشي اتحدت كلمتهم تحت كلمة التوحيد
وحاصرته قريش ومن معه في الشعب وكتبوا صحيفة في شأن الحصار علقوها في الكعبة فأكلتها الأرضة إلا اسم الله
ولما اشتد أذى قريش لأصحابه كانت هجرة الحبشة في السنة الخامسة من البعثة
وتوفي عمه أبو طالب الذي كان يحميه من قريش وقد قارب الخمسين
وتوفيت خديجة بعده بأيام فسمي عام الحزن
فاشتد أذى قريش له ولأصحابه وذلك في السنة السابعة من البعثة
وخرج بعد موت خديجة إلى الطائف يدعوهم إلى الإسلام لينصروه
فكذبوه وأغروا به سفهاءهم فرجع إلى مكة وأجاره المطعم بن عدي
وفي السنة التاسعة من البعثة كانت بيعة العقبة الكبرى
بايعه فيها جماعة من أهل المدينة على النصرة فسموا بالأنصار
وأسري به إلى المسجد الأقصى على البراق وعرج منه إلى السموات في اليقظة
وفرضت الصلاة خمسين صلاة ثم خففت بفضل الله إلى خمس وذلك في السنة السابعة من البعثة
ثم هاجر وهو ابن ثلاث وخمسين سنة ومعه صاحبه الصديق إلى المدينة
وخلف عليا في فراشه بمكة ليرد الأمانات إلى أهلها وذلك في السنة العاشرة من البعثة
ودخل المدينة يوم الاثنين 12ربيع الأول وبهذا بدأ التاريخ الهجري فالهجرة كانت فرقانا بين الحق والباطل
وفي السنة الأولى من الهجرة كان بناء المسجد النبوي وموادعة اليهود وبدء الأذان
وفي السنة الثانية من الهجرة كان تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام
وكانت فيها غزوة بدر التي انتصر فيها المسلمون رغم قلتهم وغزوة بني قنيقاع
في السنة الثالثة قتل المسلمون كعب ابن الأشرف طاغوت اليهود وأبي رافع وكانا يسبان النبي
وفيها كانت غزوة أحد التي انتصر فيها المسلمون أولا ثم هزموا لمخالفة الرماة وصية النبي
وفي السنة الرابعة كانت غزوة الرجيع وغزوة بئر معونة واستشهاد عاصم بن ثابت
وإجلاء بني النضير ونزول تحريم الخمر وفرض الحجاب
وفي السنة الخامسة كانت غزوة الخندق(الأحزاب) وغزوة بني قريظة
وفي السنة السادسة كانت غزوة ذي قَرَد وغزوة بني المصطلق وحادثة الإفك وفيها كان صلح الحديبية
وفي السنة السابعة أرسل النبي كتبه إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام وفيها كانت غزوة خيبر
وعمرة القضاء فاعتمر هو وأصحابه قبل فتح مكة وقبل كسر الأصنام
في السنة الثامنة كان فتح مكة فدخلها رسول الله خاشعا ذقنه يكاد يمس ظهر راحلته من التواضع
شاكرا لله تعالى ولم يدخل متكبرا متجبّرا مفتخرا وكسر الأصنام
وعفا عن كفار قريش ثم كانت غزوة حنين والطائف
وفي السنة التاسعة كانت غزوة تبوك وهي آخر غزوة غزاها وبعد رجوعه منها هدم مسجد الضرار
وفيها توفي النجاشي وحج أبو بكر بالناس وأذن معه علي ببراءة
وهذه السنة هي سنة الوفود من قبائل العرب جاءت تبايع على السمع والطاعة
وفي السنة العاشرة بعث أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل إلى اليمن ليدعُوَا إلى الإسلام
وأمرهما أن يبدءا بالدعوة إلى التوحيد قبل الصلاة والزكاة وغيرها
وفيها كانت حجة الوداع التي لم يحج النبي من المدينة غيرها
وأنزل عليه في عرفة قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ..)
وفي السنة الحادية عشرة كان تجهيز جيش أسامة لبعثه إلى الروم
وفيها ظهر الأسود العنسي الكذاب في اليمن وقتله فيروز وبشر النبي بقتله وأثنى على فيروز
وابتدأ فيها مرض النبي في أواخر صفر وتوفي يوم الاثنين ربيع الأول بعد 81 يوما من رجوعه من الحج
مكث بمكة يدعو إلى دين الله ثلاث عشرة سنة وفي المدينة عشر سنين وشهرين
وتوفي فيها وله ثلاث وستون سنة وثلاثة أشهر ودفن في حجرة عائشة أم المؤمنين
غزا تسع عشرة غزوة قاتل في تسع منها وجرح وشج وكسرت رباعيته
عاش يتيما فآواه الله وبعث أمياً فعلمه الله وصدع بالحق فعصمه الله
قال الله عنه : (وإنك لعلي خلق عظيم) وقالت عائشة أم المؤمنين: (كان خلقه القرآن)
كان لا ينتقم لنفسه ولا يغضب إلا إذا انتهكت حرمات الله تعالى فينتقم لله
لم يكن فاحشا ولا متفحّشا ولا لعّانا ولا سخّابا بالأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح
كان يبدأ من لقيه بالسلام ويسلم على الصبيان ويمازحهم
كان إذا دخل ليلا سلم تسليما منخفضا يُسمع اليقظان ولا يوقظ النائم
كان خير الناس لأهله يتغاضى عن زلاتهم ويعينهم على حوائج البيت وكان متواضعا يخصف نعله ويخيط ثوبه
كان يجلس حيث انتهى به المجلس ويكره أن يقوم له أحد
كان يمر الشهر وليس له طعام إلا التمر وكان يأكل كالعبد ويجلس كالعبد وما عاب طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه
كان زاهدا في الدنيا يرضى باليسير ويضطجع على الحصير حتى يؤثر في جنبه وسادته من أدم حشوها ليف
قال تعالى عنه : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )
وكان فرقاً بين الناس مسلمهم وكافرهم وهو خاتم النبيين والمرسلين
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين