على رؤسهم مليون بطحة

فراج إسماعيل | 30-10-2010 09:37

اختارتإحدى الصحف الحكومية أمس تصريحات الدكتور زكريا عزمي في افتتاح مؤتمرأمانة الحزب الوطني بالقاهرة "مانشيت" لها. يقول الدكتور: ليس على رأسنابطحة. ما فيش ديمقراطية أحسن من كده. اطبخي يا جارة كلف يا سيدي!

فينفس المؤتمر قال أمين السياسات جمال مبارك: وعدنا فأوفينا.. وقبل أن يبدأكلمته افتتح المؤتمر بأغنية شيرين عبدالوهاب "ما شربتش من نيلها" كبديل عنالافتتاح بالقرآن الكريم!

قبلها بعدة أيام كان أحد زعماء أقباطالمهجر يخطب في لجنة من الكونجرس الأمريكي رافعا صوته بأن مصر ليست دولةمسلمة ولا عربية، وكل ربط بينها وبين الإسلام والعروبة هو إهانة لخمسةوعشرين مليون قبطي يعيشون فيها..

تصفيق حاد يشجعه للمزيد.. فيدعولقطع المعونة الأمريكية لأنها تطعم الذين يذبحون هؤلاء الملايين! (لا أدريكيف قام بحساب هذا الرقم وما هي مصادره التي اعتمد عليها).

ترى هلتأثر الحزب الوطني بهذا الهجوم الشرس فوجد أن أفضل الحلول هو أغنية "ماشربتش من نيلها".. عموما ربما لن يكون هناك نيل لكي نشرب منه!

لابدلمن لم ير مصر ويقرأ هذه التصريحات الوردية أن يقول إنها ترفل في النعيموأن الحزب الذي يفخر بأن ليس على رأسه بطحة أنجز كل ما وعد به، فقد أصبحتالدنيا جميلة والجو ربيع وقفلنا على كل المواضيع ولا نريد المزيد منالديمقراطية فقد شبعنا منها وأصابتنا التخمة!

على رأس الحزب الوطنيملايين البطحات وكل منها ينزف من دماء الشعب الغلبان الجائع، فإما أنالدكتور عزمي تلبسته روح وزير الدعاية النازي جوبلز، أو أنه يمزح معناويفاكهنا، وجملته "ما فيش ديمقراطية أحسن من كده" لا تعدو أن تكون نكتةيريد بها التخفيف عنا، بدليل علمه بأن الناس تكابد حياتها وبالكاد تستطيعأن تأكل وتشرب ولو حتى مياها مختلطة بالصرف الصحي.

جملته "اطبخي ياجارة كلف يا سيدي" والتي فسرها بأن هناك أكثر من مليون طفل يولدون سنويا،تعني أن الحزب الذي ليس على رأسه بطحة وصل معنا إلى آخر الطبخة، وليس عندهأي حلول أخرى، وعلى الشعب إذا أراد الحياة أن يمتنع عن الزواج والتناسلويعتزل الأزواج زوجاتهم حتى يستطيع زكريا وصحبه أن يقدموا لنا جديدا منمطبخ الرئاسة!

ولزكريا وجمال أقول.. من لا يحس بحال الناس لا يصلحأن يكون حاكما عليهم. من يفتخروا بأنهم وعدوا وأنجزوا بينما هم يزيدونالبلد ارهاقا وكدرا وعبوسا وبطالة وخرابا ونكدا لا يستحقوا الاستمرار،فبروجهم العاجية لا تطل على الشعب ولا ترى أحواله.

أيها السيدان..أي ديمقراطية التي لا يوجد أحسن منها وأي وعد ذاك الذي أوفى به حزبكما. هلتنزل يا "عم زكريا" الشارع أم استرحت لجلسة الديوان وأرحت الدائرة التيتمثلها في مجلس الشعب؟!

أما الأخ جمال فيبدو أنه يرى تحقيق الوعدفي مجموعة القرى التي يزورها معتقدا أنه انتشلها من الفقر. وهنا أنصحه أنيقرأ سيرة حكم الخليفة العادل عمر بن الخطاب وسيرة عمر بن عبدالعزيز،ويفعل كما كان يفعلان من تفقد الرعية والناس نيام دون أن يدري مسئول عنقدومهما شيئا.

جرب يا أخ جمال وافعلها وهنا ستراجع نفسك مليون مرة وستعرف أن رجالك يخدعونك عندما تزور تلك القرى!

لكن هل تقتنع بذلك وأنت الذي نشأت في بيت الحكم ولم تفارق فمك ملعقة الذهب؟!

arfagy@hotmail.com